lundi 22 avril 2013

أتوسّع : محور أعلام و مشاهير


 باستور
   في اليوم السّادس من شهر جويلية سنة 1885 زارت باستور في عيادته امرأة من مقاطعة الألزاس تصطحب معها ولدها البالغ من العمر تسع سنوات. وكان الصّبيّ ويدعى "جوزيف ميستر" مصابا بعضّ من كلب مصاب بداء الكلب انقضّ عليه بينما كان ذاهبا وحده إلى المدرسة متوغّلا في مسلك ضيّق وسط الحقول.
  ولمّا لم يكن في ميسور طبيبه الّذي كان يعالجه عمل أيّ شيء له أرسله إلى الدّكتور باستور.
  ولكن هل كانت لدى باستور الشّجاعة الكافية ليطعم الطّفل مصْله الّذي طالما نجح نجاحا تامّا مع الكلاب المرضى ولم يخفق ولو مرّة واحدة ؟ هل يقوم بحقن مكروبات داء لكلب في دم الولد ؟ ولكنّ باستور كان يعلم أنّ الصّبيّ سيموت حتما إذا لم يعالج...
   وهكذا، وقف باستور حائرا متردّدا يتنازعه عاملان متعاكسان: إمكانيّة تحقيق آماله وأحلامه نحو البشريّة من جهة وشدّة وساوسه وهواجسه وتخوّفاته من جهة أخرى، واستدعى مساعده ليسأله عمّا إذا كان يعتبر مسؤولا عن موت الفتى في حالة وفاته.
   وبعد تفكير طويل تشجّع باستور وبدأ يحقن الطّفل بمصل الكلب جَرَعَاتٍ خفيفةً تتلوها جرعاتٌ أقوى منها يوما بعد يوم لمدّة شهر. وقلّما كان يأكل أو ينام أثنا قيامه بهذه العمليّة، بل كثيرا ما كانت تنتابه نوبات من القلق والذّعر والفزع والحمّى فيزور مريضه ويجلس بالقرب منه.
  وفي الثّلث من أوتٍ أرسل باستور خطابا لابنه يقول فيه: " إنّ أخبار الصّبيّ طيّبة للغاية وما إن يأتي يوم غدٍ حتّى يكون قد مضى على إصابته واحد وثلاثون يوما".
   وتوجّه باستور إلى الرّيف للاستجمام بعد أن أنقذ حياة الصّبيّ الّذي كان أوّل شخص ينجو من الموت عن طريق حقنه بمصل الكلب.
كاترين شين
ترجمة الدكتور محمّد عيسى
من كتاب "روّاد الطبّ" مكتبة النّهضة المصريّة، سنة 1962

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire